خذو الحكمة من أفواه المجانين

يحكى انه كان الخليفة العباسي هارون الرشيد يقوم بجولة في سوق بغداد
وكان يرافقه وزيره جعفر البرمكي واذ هما في طريقهما بالسوق لقيا
أبو وهب الملقب بالبهلول وكان ينادي بالناس نصيحة بدينار فقال
جعفر للرشيد ما رأيك يا أمير المؤمنين أن ناخذ بعض الحكم من أبو وهب
فقال له الرشد اتريدني ان انتصح من مجنون فقال البرمكي انا سآخذ منه
دنى البرمكي من بهلول وسأله نصيحتان فقال له بهلول لاتأمن الملوك ولو ملكوك
ولا تأمن النساء ولو عبدوك فذهب البرمكي وعقله مشغول بما قاله البهلول
وكان لدى الرشيد طير جميل وكان لدى البرمكي طير مثله لا يميزهما عن بعضهما
إلا الرشيد وجعفر فقام البرمكي وذبح طيره وجعل زوجته تطبخه وقلت له اليس
طير الرشيد فقال بلى وذهب فخبأ طير الرشيد ولما علم الرشيد بفقدان طيره
أعلن عن هدر دم السارق ومكافأة لمن يعرف مكان الطير فقامت زوج الوزير
وذهبت للرشيد وأخبرته ان زوجها سرقه وأكله فحكم عليه بالموت واعطى زوجه
المكافأة ولما لقي الوزير سأله عن سبب فعلته فرد عليه كنت أختبر ما قاله
البهلول فقد اخبرني ان لا آمن منك وقد صدق فإنك تقتلني بطير وما انا بسارق
فطيرك موجود في اسطبلك فأحضروه وعرفه الرشيد وأكمل البرمكي وقال اردت أن
أختبر زوجتي فقد أخبرني البهلول ألا آمن لها حتى لو عبدتني وقد صدق
فضحك الرشيد وقال اتصدق ما يقوله مجنون سائح في سوق بغداد
فرد عليه جعفر البرمكي وقال أما سمعت يا أمير المؤمنين ما قاله الإمام جعفر الصادق عليه السلام عندما سألوه عن البهلول فقال لا فرد عليه لقد قال
خذو الحكمة من افواه المجانين
تقبلو كتابتي أخوكم