كانت حروب الفجار بين كنانة وقيس، سميت الفجار لأنها كانت في الأشهر الحرم ، وهي الشهور التي يحرمونها ففجروا فيها ، وهي فجاران ؛ الفجار الأول ثلاثة أيام ، والفجار الثاني خمسة أيام في أربع سنين ، وقد حضر النبي صلى الله عليه وسلم يوم عكاظ مع أعمامه وكان يناولهم النبل ، وانتهت سنة 589م .
كان بدر بن معشر الغفاري رجلا منيعاً مستطيلاً بمنعته على من ورد عكاظ. وفي أحد المواسم بعكاظ اتخذ مجلساً بها ، وقعد فيه ، وجعل يتطاول على الناس ويقول :
نحن بنو مدركة بن خندق....من يطعنوا في عينه لا يطرف
ومن يكونوا قومه بغطرف....كأنـهم لجــة بحـــر مسدف
[ ومعنى يغطرف في البيت الثاني مأخوذ من الغطريف وهو السيد الشريف السخي الكثير الخير ، ومسدف أي مظلم ] .
ثم مد رجله وقال : أنا أعز العرب ، فمن زعم أنه أعز منى فليضربها بالسيف ! فوثب رجل من بنى نصر بن معاوية ، فضربه بالسيف على ركبته فأندرها –أي قطعها - ، ثم قال : خذها إليك أيها المخندف - وهو ماسك سيفه - ثم قام رجل من هوازن فقال :
أنا ابن همدان ذو التغطرف... بحر بحور زاخر لم ينزف
نحن ضربنا ركبة المخندق.....إذ مدها في أشهر المعرف
[ ومعنى أشهر المعرف أي الموقف بعرفات ] .
قال أبو عبيدة : فتحاور الحيان عند ذلك ، حتى كاد أن يكون بينهما الدماء ، ثم تراجعوا ورأوا أن الخطب يسير.
اليوم الثاني :
قالوا : إن شباباً من قريش وكنانة كانوا ذوى غرام ، فرأوا امرأة من بنى عامر وضيئة حسانة بسوق عكاظ جالسة ، عليها برقع لها ، وقد اكتنفها شباب من العرب وهي تحدثهم.
فجاء الشباب من قريش وكنانة ، وأطافوا بها وسألوها أن تسفر ، فأبت ، فقام أحدهم فجلس خلفها وحل طرف ردائها ، وشده إلى فوق حجزتها [ أي فوق معقد الإزار من السراويل ] بشوكة وهي لا تعلم، فلما قامت انكشف درعها عن ظهرها ، فضحكوا وقالوا : منعتنا النظر إلى وجهك ، وجُدت لنا بالنظر إلى ظهرك.
فنادت : يال عامر ! فساروا وحملوا السلاح ، وحملته كنانة ، واقتتلوا ، ووقعت بينهم دماء يسيرة ، فتوسط حرب بن أمية ، واحتمل دماء القوم ، وأرضى بني عامر من مثلة صاحبتهم.
اليوم الثالث :
كان لرجل من بني جشم بن بكر بن هوازن دين على رجل من كنانة، فلواه به [ أي ماطله ] وطال اقتضاؤه إياه، فلم يعطه شيئاً ، فلما أعياه وافاه الجشمي في سوق عكاظ بقرد وجعل ينادي : من يبيعني مثل هذا الرباح [ أي القرد ] بمالي على فلان بن فلان الكناني ! من يعطيني مثل هذا بمالي على فلان بن فلان الكناني ! رافعاً صوته بذلك ، فلما طال نداؤه بذلك ، وتعييره به كنانة مر به رجل منهم ، فضرب القرد بسيفه فقتله ، فهتف الجشمي : يا آل هوازن ! هتف الكناني : يا آل كنانة ! فتجمع الحيان حتى تحاجزوا ، ولم يكن بينهم قتلى ، ثم كفوا وقالوا : أفي رباح تريقون دماءكم وتقتلون أنفسكم ! وأصلح عبد الله بن جدعان بينهم.
كان بدر بن معشر الغفاري رجلا منيعاً مستطيلاً بمنعته على من ورد عكاظ. وفي أحد المواسم بعكاظ اتخذ مجلساً بها ، وقعد فيه ، وجعل يتطاول على الناس ويقول :
نحن بنو مدركة بن خندق....من يطعنوا في عينه لا يطرف
ومن يكونوا قومه بغطرف....كأنـهم لجــة بحـــر مسدف
[ ومعنى يغطرف في البيت الثاني مأخوذ من الغطريف وهو السيد الشريف السخي الكثير الخير ، ومسدف أي مظلم ] .
ثم مد رجله وقال : أنا أعز العرب ، فمن زعم أنه أعز منى فليضربها بالسيف ! فوثب رجل من بنى نصر بن معاوية ، فضربه بالسيف على ركبته فأندرها –أي قطعها - ، ثم قال : خذها إليك أيها المخندف - وهو ماسك سيفه - ثم قام رجل من هوازن فقال :
أنا ابن همدان ذو التغطرف... بحر بحور زاخر لم ينزف
نحن ضربنا ركبة المخندق.....إذ مدها في أشهر المعرف
[ ومعنى أشهر المعرف أي الموقف بعرفات ] .
قال أبو عبيدة : فتحاور الحيان عند ذلك ، حتى كاد أن يكون بينهما الدماء ، ثم تراجعوا ورأوا أن الخطب يسير.
اليوم الثاني :
قالوا : إن شباباً من قريش وكنانة كانوا ذوى غرام ، فرأوا امرأة من بنى عامر وضيئة حسانة بسوق عكاظ جالسة ، عليها برقع لها ، وقد اكتنفها شباب من العرب وهي تحدثهم.
فجاء الشباب من قريش وكنانة ، وأطافوا بها وسألوها أن تسفر ، فأبت ، فقام أحدهم فجلس خلفها وحل طرف ردائها ، وشده إلى فوق حجزتها [ أي فوق معقد الإزار من السراويل ] بشوكة وهي لا تعلم، فلما قامت انكشف درعها عن ظهرها ، فضحكوا وقالوا : منعتنا النظر إلى وجهك ، وجُدت لنا بالنظر إلى ظهرك.
فنادت : يال عامر ! فساروا وحملوا السلاح ، وحملته كنانة ، واقتتلوا ، ووقعت بينهم دماء يسيرة ، فتوسط حرب بن أمية ، واحتمل دماء القوم ، وأرضى بني عامر من مثلة صاحبتهم.
اليوم الثالث :
كان لرجل من بني جشم بن بكر بن هوازن دين على رجل من كنانة، فلواه به [ أي ماطله ] وطال اقتضاؤه إياه، فلم يعطه شيئاً ، فلما أعياه وافاه الجشمي في سوق عكاظ بقرد وجعل ينادي : من يبيعني مثل هذا الرباح [ أي القرد ] بمالي على فلان بن فلان الكناني ! من يعطيني مثل هذا بمالي على فلان بن فلان الكناني ! رافعاً صوته بذلك ، فلما طال نداؤه بذلك ، وتعييره به كنانة مر به رجل منهم ، فضرب القرد بسيفه فقتله ، فهتف الجشمي : يا آل هوازن ! هتف الكناني : يا آل كنانة ! فتجمع الحيان حتى تحاجزوا ، ولم يكن بينهم قتلى ، ثم كفوا وقالوا : أفي رباح تريقون دماءكم وتقتلون أنفسكم ! وأصلح عبد الله بن جدعان بينهم.